فهرس تفسير الجلالين للسور

11 - تفسير الجلالين سورة هود

التالي السابق

11. سورة هود

1. ( الر ) الله أعلم بمراده بذلك ، هذا ( كتاب أحكمت آياته ) بعجيب النظم وبديع المعاني ( ثم فصِّلت ) بينت بالأحكام والقصص والمواعظ ( من لدن حكيم خبير ) الله

2. ( ألا ) أي بأن لا ( تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير ) بالعذاب إن كفرتم ( وبشير ) بالثواب إن آمنتم

3. ( وأن استغفروا ربكم ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( يمتعكم ) في الدنيا ( متاعاً حسناً ) بطيب عيش وسعة رزق ( إلى أجل مسمى ) هو الموت ( ويؤت ) في الآخرة ( كل ذي فضلٍ ) في العمل ( فضله ) جزاءه ( وإن تَولَّوا ) فيه حذف إحدى التاءين ، أي تعرضوا ( فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير ) هو يوم القيامة

4. ( إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير ) ومنه الثواب والعذاب

5. ونزل كما رواه البخاري عن ابن عباس فيمن كان يستحيي أن يتخلى أو يجامع فيفضي إلى السماء وقيل في المنافقين ( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ) أي الله ( ألا حين يستغشون ثيابهم ) يتغطَّون بها ( يعلم ) تعالى ( ما يسرون وما يعلنون ) فلا يغني استخفاؤهم ( إنه عليم بذات الصدور ) أي بما في القلوب

6. ( وما من ) زائدة ( دابة في الأرض ) هي ما دب عليها ( إلا على الله رزقها ) تكفل به فضلاً منه تعالى ( ويعلم مستقرها ) مسكنها في الدنيا أو الصلب ( ومستودعها ) بعد الموت أو في الرحم ( كل ) مما ذكر ( في كتاب مبين ) بين هو اللوح المحفوظ

7. ( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) أولها الأحد وآخرها الجمعة ( وكان عرشه ) قبل خلقها ( على الماء ) وهو على متن الريح ( ليبلوكم ) متعلق بخلق ، أي خلقهما وما فيهما من منافع لكم ومصالح ليختبركم ( أيكم أحسن عملاً ) أي أطوع لله ( ولئن قلت ) يا محمد لهم ( إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن ) ما ( هذا ) القرآن الناطق بالبعث والذي تقوله ( إلا سحر مبين ) بين ، وفي قراءة { ساحر } ، والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم

8. ( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى ) مجيء ( أمة ) أوقات ( معدودة ليقولُن ) استهزاء ( ما يحبسه ) ما يمنعه من النزول قال تعالى : ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً ) مدفوعاً ( عنهم وحاق ) نزل ( بهم ما كانوا به يستهزئون ) من العذاب

9. ( ولئن أذقنا الإنسان ) الكافر ( منا رحمة ) غنى وصحة ( ثم نزعناها منه إنه ليؤوس ) قنوط من رحمة الله ( كفور ) شديد الكفر به

10. ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء ) فقر وشدة ( مسته ليقولن ذهب السيئات ) المصائب ( عني ) ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها ( إنه لفرح ) بطر ( فخور ) على الناس بما أوتي

11. ( إلا ) لكن ( الذين صبروا ) على الضراء ( وعملوا الصالحات ) في النعماء ( أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) هو الجنة

12. ( فلعلك ) يا محمد ( تارك بعض ما يوحى إليك ) فلا تبلغهم إياه لتهاونهم به ( وضائق به صدرك ) بتلاوته عليهم لأجل ( أن يقولوا لولا ) هلا ( أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ) يصدقه كما اقترحنا ( إنما أنت نذير ) فما عليك إلا البلاغ لا الإتيان بما اقترحوه ( والله على كل شيء وكيل ) حفيظ فيجازيهم

13. ( أم ) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة ( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء

14. ( فإن لم يستجيبوا لكم ) أي من دعوتموهم للمعاونة ( فاعلموا ) خطاب للمشركين ( أنما أنزل ) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن ) مخفّفة أي أنه ( لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا

15. ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً

16. ( أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه ( فيها ) أي الآخرة فلا ثواب له ( وباطل ما كانوا يعملون )

17. ( أفمن كان على بينة ) بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن ( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي من الله وهو جبريل ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من القرآن ( إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس ) أي أهل مكة ( لا يؤمنون )

18. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك والولد إليه ( أولئك يعرضون على ربهم ) يوم القيامة في جملة الخلق ( ويقول الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) المشركين

19. ( الذين يصدون عن سبيل الله ) دين الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )

13. ( أم ) بل أ ( يقولون افتراه ) أي القرآن ( قل فأتوا بعشر سور مثله ) في الفصاحة والبلاغة ( مفتريات ) فإنكم عربيون فصحاء مثلي ، تحداهم بها أولاً ثم بسورة ( وادعوا ) للمعاونة على ذلك ( من استطعتم من دون الله ) أي غيره ( إن كنتم صادقين ) في أنه افتراء

14. ( فإن لم يستجيبوا لكم ) أي من دعوتموهم للمعاونة ( فاعلموا ) خطاب للمشركين ( أنما أنزل ) ملتبسا ( بعلم الله ) وليس افتراء عليه ( وأن ) مخفّفة أي أنه ( لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ) بعد هذه الحجة القاطعة أي أسلموا

15. ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها ) بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين ( نوفِّ إليهم أعمالهم ) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم ( فيها ) بأن نوسِّع عليهم رزقهم ( وهم فيها ) أي الدنيا ( لا يبخسون ) ينقصون شيئاً

16. ( أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ) بطل ( ما صنعوا ) ه ( فيها ) أي الآخرة فلا ثواب له ( وباطل ما كانوا يعملون )

17. ( أفمن كان على بينة ) بيان ( من ربه ) وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو المؤمنون وهي القرآن ( ويتلوه ) يتبعه ( شاهد ) له بصدقه ( منه ) أي من الله وهو جبريل ( ومن قبله ) القرآن ( كتاب موسى ) التوراة شاهد له أيضا ( إماماً ورحمة ) حال كمن ليس كذلك لا ( أولئك ) أي من كان على بينة ( يؤمنون به ) أي القرآن فلهم الجنة ( ومن يكفر به من الأحزاب ) جميع الكفار ( فالنار موعده فلا تك في مرية ) شك ( منه ) من القرآن ( إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس ) أي أهل مكة ( لا يؤمنون )

18. ( ومن ) أي لا أحد ( أظلم ممن افترى على الله كذباً ) بنسبة الشريك والولد إليه ( أولئك يعرضون على ربهم ) يوم القيامة في جملة الخلق ( ويقول الأشهاد ) جمع شاهد وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب ( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ) المشركين

19. ( الذين يصدون عن سبيل الله ) دين الإسلام ( ويبغونها ) يطلبون السبيل ( عوجاً ) معوجة ( وهم بالآخرة هم ) تأكيد ( كافرون )

29. ( ويا قوم لا أسألكم عليه ) على تبليغ الرسالة ( مالاً ) تعطونيه ( إنْ ) ما ( أجري ) ثوابي ( إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا ) كما أمرتموني ( إنهم ملاقوا ربهم ) بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم ( ولكني أراكم قوما تجهلون ) عاقبة أمركم

30. ( ويا قوم من ينصرني ) يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن طردتهم ) أي لا ناصر لي ( أفلا ) فهلا ( تذِّكِّرون ) بإدغام التاء الثانية في الأصل في الذال : تتعظون

31. ( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا ) إني ( أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَك ) بل أنا بشر مثلكم ( ولا أقول للذين تزدري ) تحتقر ( أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً ، الله أعلم بما في أنفسهم ) قلوبهم ( إني إذاً ) إن قلت ذلك ( لمن الظالمين )

32. ( قالوا يا نوح قد جادلتنا ) خاصمتنا ( فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا ) به من العذاب ( إن كنت من الصادقين ) فيه

33. ( قال إنما يأتيكم به الله إن شاء ) تعجيله لكم فإن أمره إليه لا إلي ( وما أنتم بمعجزين ) بفائتين الله

34. ( ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم ) أي إغواءكم ، وجواب الشرط دل عليه ولا ينفعكم نصحي ( هو ربكم وإليه ترجعون )

35. قال تعالى : ( أم ) بل أ ( يقولون ) أي كفار مكة ( افتراه ) اختلق محمد القرآن ( قل إن افتريته فعلي إجرامي ) إثمي أي عقوبته ( وأنا بريء مما تجرمون ) من إجرامكم في نسبة الافتراء إلي

36. ( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس ) تحزن ( بما كانوا يفعلون ) من الشرك ، فدعا عليهم بقوله : { رب لا تذر على الأرض } الخ ، فأجاب الله دعاءه فقال : { واصنع الفلك } الآية

37. ( واصنع الفلك ) السفينة ( بأعيننا ) بمرأى منا وحفظنا ( ووحينا ) أمرنا ( ولا تخاطبني في الذين ظلموا ) كفروا بترك إهلاكهم ( إنهم مغرقون )

38. ( ويصنع الفلك ) حكاية حال ماضية ( وكلما مر عليه ملأ ) جماعة ( من قومه سخروا منه ) استهزؤوا به ( قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) إذا نجونا وغرقتم

39. ( فسوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذابٌ يخزيه ويحل ) ينزل ( عليه عذاب مقيم )

40. ( حتى ) غاية للصنع ( إذا جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( وفار التنور ) للخباز بالماء ، وكان ذلك علامة لنوح ( قلنا احمل فيها ) في السفينة ( من كل زوجين ) ذكر وأنثى أي من كل أنواعهما ( اثنين ) ذكراً وأنثى وهو مفعول وفي القصة أن الله حشر لنوح السباع والطير وغيرها ، فجعل يضرب بيده في كل نوع فتقع يده اليمنى على الذكر واليسرى على الأنثى فيحملها في السفينة ( وأهلَكَ ) أي زوجته وأولاده ( إلا من سبق عليه القول ) أي منهم بالإهلاك وهو ولده كنعان وزوجته بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة ( ومن آمن وما آمن معه إلا قليل ) قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء

41. ( وقال ) نوح ( اركبوا فيها بسم الله مَجراها ومَرساها ) بفتح الميمين وضمهما مصدران ، أي جريها ورسوها أي منتهى سيرها ( إن ربي لغفور رحيم ) حيث لم يهلكنا

42. ( وهي تجري بهم في موج كالجبال ) في الارتفاع والعظم ( ونادى نوح ابنه ) كنعان ( وكان في معزل ) عن السفينة ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين )

43. ( قال سآوي إلى جبل يعصمني ) يمنعني ( من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله ) عذابه ( إلا ) لكن ( من رحم ) الله فهو المعصوم ، قال تعالى ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )

44. ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ) الذي نبع منك فشربته دون ما نزل من السماء أنهاراً وبحاراً ( ويا سماء أقلعي ) أمسكي عن المطر فأمسكت ( وغيض ) نقص ( الماء وقضي الأمر ) تم أمر هلاك قوم نوح ( واستوت ) وقفت السفينة ( على الجودي ) جبل بالجزيرة بقرب الموصل ( وقيل بُعداً ) هلاكاً ( للقوم الظالمين ) الكافرين

45. ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني ) كنعان ( من أهلي ) وقد وعدتني بنجاتهم ( وإن وعدك الحق ) الذي لاخلف فيه ( وأنت أحكم الحاكمين ) أعلمهم وأعدلهم

46. ( قال ) تعالى ( يا نوح إنه ليس من أهلك ) الناجين أو من أهل دينك ( إنه ) أي سؤالك إياي بنجاته ( عملٌ غيرُ صالح ) فإنه كافر ولا نجاة للكافرين ، وفي قراءة { عَمِلَ } بكسر ميم عمل فعل ونصب { غيرَ } فالضمير لابنه ( فلا تسألنِ ) بالتشديد والتخفيف ( ما ليس لك به علم ) من إنجاء ابنك ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) بسؤالك ما لم تعلم

47. ( قال رب إني أعوذ بك ) من ( أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي ) ما فرط مني ( وترحمني أكن من الخاسرين )

48. ( قيل يا نوح اهبط ) انزل من السفينة ( بسلام ) أو بتحية ( منا وبركات ) خيرات ( عليك وعلى أمم ممن معك ) في السفينة أي من أولادهم وذريتهم وهم المؤمنون ( وأممٌ ) بالرفع ممن معك ( سنمتعهم ) في الدنيا ( ثم يمسهم منا عذاب أليم ) في الآخرة وهم الكفار

49. ( تلك ) أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح ( من أنباء الغيب ) أخبار ما غاب عنك ( نوحيها إليك ) يا محمد ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) القرآن ( فاصبر ) على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح ( إن العاقبة ) المحمودة ( للمتقين )

50. ( و ) أرسلنا ( إلى عاد أخاهم ) من القبيلة ( هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من ) زائدة ( إله غيره إن ) ما ( أنتم ) في عبادتكم الأوثان ( إلا مفترون ) كاذبون على الله

51. ( يا قوم لا أسألكم عليه ) على التوحيد ( أجراً إن ) ما ( أجري إلا على الذي فطرني ) خلقني ( أفلا تعقلون )

52. ( ويا قوم استغفروا ربكم ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( يرسل السماء ) المطر وكانوا قد منعوه ( عليكم مدراراً ) كثير الدرور ( ويزدكم قوة إلى ) مع ( قوتكم ) بالمال والولد ( ولا تتولوا مجرمين ) مشركين

53. ( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة ) برهان على قولك ( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ) أي لقولك ( وما نحن لك بمؤمنين )

54. ( إن ) ما ( نقول ) في شأنك ( إلا اعتراك ) أصابك ( بعض آلهتنا بسوء ) فخبلك لسبك إياها فأنت تهذي ( قال إني أشهد الله ) علي ( واشهدوا أني بريء مما تشركون ) به

55. ( من دونه فكيدوني ) احتالوا في هلاكي ( جميعاً ) أنتم وأوثانكم ( ثم لا تنظرون ) تمهلون

56. ( إني توكلت على الله ربي وربكم ما من ) زائدة ( دابة ) نسمة تدب على الأرض ( إلا هو آخذ بناصيتها ) أي مالكها وقاهرها فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه وخص الناصية بالذكر لأن من أخذ بناصيته يكون في غاية الذل ( إن ربي على صراط مستقيم ) أي طريق الحق والعدل

57. ( فإن تولوا ) فيه حذف إحدى التاءين أي تعرضوا ( فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً ) بإشراككم ( إن ربي على كل شيء حفيظ ) رقيب

58. ( ولما جاء أمرنا ) عذابنا ( نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة ) هداية ( منا ونجيناهم من عذاب غليظ ) شديد

59. ( وتلك عاد ) إشارة إلى آثارهم أي فسيحوا في الأرض وانظروا إليها ثم وصف أحوالهم فقال ( جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ) جمع لأن من عصى رسولاً جميع الرسل لاشتراكهم في أصل ما جاؤوا به وهو التوحيد ( واتبعوا ) أي السفلة ( أمر كل جبار عنيد ) معاند للحق من رؤسائهم

60. ( وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ) من الناس ( ويوم القيامة ) لعنة على رؤوس الخلائق ( ألا إن عاداً كفروا ) جحدوا ( ربهم ألا بعداً ) من رحمة الله ( لعاد قوم هود )

61. ( و ) أرسلنا ( إلى ثمود أخاهم ) من القبيلة ( صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحِّدوه ( ما لكم من إله غيره هو أنشأكم ) ابتدأ خلقكم ( من الأرض ) بخلق أبيكم آدم منها ( واستعمركم فيها ) جعلكم عماراً تسكنون بها ( فاستغفروه ) من الشرك ( ثم توبوا ) ارجعوا ( إليه ) بالطاعة ( إن ربي قريب ) من خلقه بعلمه ( مجيب ) لمن سأله

62. ( قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً ) نرجو أن تكون سيداً ( قبل هذا ) الذي صدر منك ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) من الأوثان ( وإننا لفي شك مما تدعونا إليه ) من التوحيد ( مريب ) موقع في الريب

63. ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة ) بيان ( من ربي وآتاني منه رحمة ) نبوة ( فمن ينصرني ) يمنعني ( من الله ) أي عذابه ( إن عصيته فما تزيدونني ) بأمركم لي بذلك ( غير تخسير ) تضليل

64. ( ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية ) حال عامله الإشارة ( فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ) عقر ( فيأخذكم عذاب قريب ) إن عقرتموها

65. ( فعقروها ) عقرها قُدار بأمرهم ( فقال ) صالح ( تمتعوا ) عيشوا ( في داركم ثلاثة أيام ) ثم تهلكون ( ذلك وعد غير مكذوب ) فيه

66. ( فلما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( نجينا صالحاً والذين آمنوا معه ) وهم أربعة آلاف ( برحمة منا ) ونجيناهم ( ومن خزي يومئذ ) بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو الأكثر ( إن ربك هو القوي العزيز ) الغالب

67. ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين

68. ( كأن ) مخففة واسمها محذوف أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ) في دارهم ( ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعداً لثمود ) بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة

69. ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى ) بإسحاق ويعقوب بعده ( قالوا سلاماً ) مصدر ( قال سلام ) عليكم ( فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ) مشوي

70. ( فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم ) بمعنى أنكرهم ( وأوجس ) أضمر في نفسه ( منهم خيفة ) خوفاً ( قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ) لنهلكهم

71. ( وامرأته ) أي امرأة إبراهيم سارة ( قائمة ) تخدمهم ( فضحكت ) استبشاراً بهلاكهم ( فبشرناها بإسحاق ومن وراء ) بعد ( إسحاق يعقوب ) ولده تعيش إلى أن تراه

72. ( قالت يا ويلتى ) كلمة تقال عند أمر عظيم ، والألف مبدلة من ياء الإضافة ( أألد وأنا عجوز ) لي تسع وتسعون سنة ( وهذا بعلي شيخاً ) له مائة أو وعشرون سنة ونصبه على الحال والعامل فيه ما في ذا من الإشارة ( إن هذا لشيء عجيب ) أن يولد ولد لهرِمَين

73. ( قالوا أتعجبين من أمر الله ) قدرته ( رحمة الله وبركاته عليكم ) يا ( أهل البيت ) بيت إبراهيم ( إنه حميد ) محمود ( مجيد ) كريم

74. ( فلما ذهب عن إبراهيم الروع ) الخوف ( وجاءته البشرى ) بالولد أخذ ( يجادلنا ) يجادل رسلنا ( في ) شأن ( قوم لوط )

75. ( إن إبراهيم لحليم ) كثير الأناة ( أواه منيب ) رجاع ، فقال لهم : أتهلكون قرية فيها ثلاثمائة مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال : أفتهلكون قرية فيها مائتا مؤمن ؟ قالوا : لا ، قال ، أفتهلكون قرية فيها أربعون مؤمنا ؟ قالوا : لا قال : أفتهلكون قرية فيها أربعة عشر مؤمنا ؟ قالوا : لا ، قال : أفرأيتم إن كان فيها مؤمن واحد ؟ قالوا : لا ، قال : إن فيها لوطا ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها الخ

76. فلما أطال مجادلتهم قالوا ( يا إبراهيم أعرض عن هذا ) الجدال ( إنه قد جاء أمر ربك ) بهلاكهم ( وإنهم آتيهم عذاب غير مردود )

77. ( ولما جاءت رسلنا لوطاً سيء بهم ) حزن بسببهم ( وضاق بهم ذرعاً ) صدراً لأنهم حسان الوجوه في صورة أضياف فخاف عليهم قومه ( وقال هذا يوم عصيب ) شديد

78. ( وجاءه قومه ) لما علموا بهم ( يهرعون ) يسرعون ( إليه ومن قبل ) قبل مجيئهم ( كانوا يعملون السيئات ) وهي إتيان الرجال ( قال ) لوط ( يا قوم هؤلاء بناتي ) فتزوجوهن ( هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون ) تفضحون ( في ضيفي ) أضيافي ( أليس منكم رجل رشيد ) يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

79. ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ) حاجة ( وإنك لتعلم ما نريد ) إتيان الرجال

80. ( قال لو أن لي بكم قوة ) طاقة ( أو آوي إلى ركن شديد ) عشيرة تنصرني لبطشت بكم ، فلما رأت الملائكة ذلك

81. ( قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك ) بسوء ( فأَسْرِ بأهلك بقطْع ) طائفة ( من الليل ولا يلتفت منكم أحد ) لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم ( إلا امرأتُك ) بالرفع بدل من أحد ، وفي قراءة بالنصب استثناء من الأهل أي فلا تسر بها ( إنه مصيبها ما أصابهم ) فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هلاكهم فقالوا ( إن موعدهم الصبح ) فقال : أريد أعجل من ذلك قالوا ( أليس الصبح بقريب )

82. ( فلما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( جعلنا عاليها ) أي قراهم ( سافلها ) أي بأن رفعها حبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض ( وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ) طين طبخ بالنار ( منضود ) متتابع

83. ( مسوَّمة ) معلَّمة عليها اسم من يرمى بها ( عند ربك ) ظرف لها ( وما هي ) الحجارة أو بلادهم ( من الظالمين ) أي أهل مكة ( ببعيد )

84. ( و ) أرسلنا ( إلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ) وحدوه ( ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير ) نعمة تغنيكم عن التطفيف ( وإني أخاف عليكم ) إن لم تؤمنوا ( عذاب يوم محيط ) بكم يهلككم ، ووصف اليوم به مجاز لوقوعه فيه

85. ( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان ) أتموها ( بالقسط ) بالعدل ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) لا تنقصوهم من حقهم شيئا ( ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) بالقتل وغيره من عثى بكسر المثلثة أفسد ومفسدين حال مؤكدة لمعنى عاملها تعثوا

86. ( بقيَّت الله ) رزقه الباقي لكم بعد إيفاء الكيل والوزن ( خير لكم ) من البخس ( إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) رقيب أجازيكم بأعمالكم إنما بعثت نذيراً

87. ( قالوا ) له استهزاء ( يا شعيب أصلاتك تأمرك ) بتكليف ( أن نترك ما يعبد آباؤنا ) من الأصنام ( أو ) نترك ( أن نفعل في أموالنا ما نشاء ) المعنى هذا أمر باطل لا يدعو إليه داع بخير ( إنك لأنت الحليم الرشيد ) قالوا ذلك استهزاء

88. ( قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا ) حلالا أفأشوبه بالحرام من البخس والتطفيف ( وما أريد أن أخالفكم ) وأذهب ( إلى ما أنهاكم عنه ) فأرتكبه ( إن ) ما ( أريد إلا الإصلاح ) لكم بالعدل ( ما استطعت وما توفيقي ) قدرتي على ذلك وغيره من الطاعات ( إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) أرجع

89. ( ويا قوم لا يجرمنكم ) يكسبنكم ( شقاقي ) خلافي فاعل يجرم والضمير مفعول أول ، والثاني ( أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح ) من العذاب ( وما قوم لوط ) أي منازلهم أو زمن هلاكهم ( منكم ببعيد ) فاعتبروا

90. ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ) بالمؤمنين ( ودود ) محب لهم

91. ( قالوا ) إيذاناً بقلة المبالاة ( يا شعيب ما نفقه ) نفهم ( كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ) ذليلاً ( ولولا رهطك ) عشيرتك ( لرجمناك ) بالحجارة ( وما أنت علينا بعزيز ) كريم عن الرجم وإنما رهطك هم الأعزة

92. ( قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله ) فتتركوا قتلي لأجلهم ولا تحفظوني لله ( واتخذتموه ) أي الله ( وراءكم ظهرياً ) منبوذاً خلف ظهوركم لا تراقبونه ( إن ربي بما تعملون محيط ) علماً فيجازيكم

93. ( ويا قوم اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إني عامل ) على حالتي ( سوف تعلمون من ) موصولة مفعول العلم ( يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب وارتقبوا ) انتظروا عاقبة أمركم ( إني معكم رقيب ) منتظر

94. ( ولما جاء أمرنا ) بإهلاكهم ( نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة ) صاح بهم جبريل ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) باركين على الركب ميتين

95. ( كأنْ ) مخففة أي كأنهم ( لم يغنوا ) يقيموا ( فيها ألا بعداً لمدين كما بعدت ثمود )

96. ( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين ) برهان ظاهر

97. ( إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ) سديد

98. ( يقدم ) يتقدم ( قومه يوم القيامة ) فيتبعونه كما اتبعوه في الدنيا ( فأوردهم ) أدخلهم ( النار وبئس الورد المورود ) هي

99. ( وأتبعوا في هذه ) أي الدنيا ( لعنة ويوم القيامة ) لعنة ( بئس الرفد ) العون ( المرفود ) رفدهم

100. ( ذلك ) المذكور مبتدأ خبره ( من أنباء القرى نقصه عليك ) يا محمد ( منها ) أي القرى ( قائم ) هلك أهله دونه ومنها ( وحصيد ) هلك بأهله فلا أثر له كالزرع المحصود بالمناجل

101. ( وما ظلمناهم ) بإهلاكهم بغير ذنب ( ولكن ظلموا أنفسهم ) بالشرك ( فما أغنت ) دفعت ( عنهم آلهتهم التي يدعون ) يعبدون ( من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( شيء لما جاء أمر ربك ) عذابه ( وما زادوهم ) بعبادتهم لها ( غير تتبيب ) تخسير

102. ( وكذلك ) مَثَلُ ذلك الأخذ ( أخذ ربك إذا أخذ القرى ) أريد أهلها ( وهي ظالمة ) بالذنوب أي فلا يغني عنهم من أخذه شيء ( إن أخذه أليم شديد ) روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وكذلك أخذ ربك } الآية

103. ( إن في ذلك ) المذكور من القصص ( لآية ) لعبرة ( لمن خاف عذاب الآخرة ذلك ) أي يوم القيامة ( يوم مجموع له ) فيه ( الناس وذلك يوم مشهود ) يشهده جميع الخلائق

104. ( وما نؤخره إلا لأجل معدود ) لوقت معلوم عند الله

105. ( يوم يأت ) ذلك اليوم ( لا تَكَلَّمُ ) فيه حذف إحدى التاءين ( نفس إلا بإذنه ) تعالى ( فمنهم ) أي الخلق ( شقي ) ومنهم ( وسعيد ) كتب كل في الأزل

106. ( فأما الذين شقوا ) في علمه تعالى ( ففي النار لهم فيها زفير ) صوت شديد ( وشهيق ) صوت ضعيف

107. ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض ) أي مدة دوامهما في الدنيا ( إلا ) غير ( ما شاء ربك ) من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً ( إن ربك فعال لما يريد )

108. ( وأما الذين سعدوا ) بفتح السين وضمها ( ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ) غير ( ما شاء ربك ) كما تقدم ، ودل عليه فيهم قوله ( عطاء غير مجذوذ ) مقطوع ، وما تقدم من التأويل هو الذي ظهر وهو خال من التكلف والله أعلم بمراده

109. ( فلا تك ) يا محمد ( في مرية ) شك ( مما يعبد هؤلاء ) من الأصنام إنا نعذبهم كما عذبنا من قبلهم ، وهذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ( ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم ) أي كعبادتهم ( من قبل ) وقد عذبناهم ( وإنا لموفوهم ) مثلهم ( نصيبهم ) حظهم من العذاب ( غير منقوص ) أي تاماً

110. ( ولقد آتينا موسى الكتاب ) التوراة ( فاختلف فيه ) بالتصديق والتكذيب كالقرآن ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ( لقضي بينهم ) في الدنيا فيما اختلفوا ( وإنهم ) أي المكذبون به ( لفي شك منه مريب ) موقع في الريبة

111. ( وإنْ ) بالتخفيف والتشديد ( كلا ) أي كل الخلائق ( لمَا ) ما زائدة واللام موطئة لقسم مقدر أو فارقة ، وفي قراءة بتشديد لمَّا بمعنى إلا فإن نافية ( ليوفينهم ربك أعمالهم ) أي جزاءها ( إنه بما يعملون خبير ) عالم ببواطنه كظواهره

112. ( فاستقم ) على العمل بأمر ربك والدعاء إليه ( كما أمرت ) وليستقم ( ومن تاب ) آمن ( معك ولا تطغوا ) تجاوزوا حدود الله ( إنه بما تعملون بصير ) فيجازيكم

113. ( ولا تركنوا ) تميلوا ( إلى الذين ظلموا ) بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم ( فتمسكم ) تصيبكم ( النار وما لكم من دون الله ) أي غيره ( من ) زائدة ( أولياء ) يحفظونكم منه ( ثم لا تنصرون ) تمنعون من عذابه

114. ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) الغداة والعشي أي : الصبح والظهر والعصر ( وزلفاً ) جمع زلفة أي طائفة ( من الليل ) المغرب والعشاء ( إن الحسنات ) كالصلوات الخمس ( يذهبن السيئات ) الذنوب الصغائر ، نزلت فيمن قبَّل أجنبية فأخبره النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال أَلِيَ هذا ؟ فقال : « لجميع أمتي كلهم » رواه الشيخان ( ذلك ذكرى للذاكرين ) عظة للمتعظين

115. ( واصبر ) يا محمد على أذى قومك أو على الصلاة ( فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) بالصبر على الطاعة

116. ( فلولا ) فهلا ( كان من القرون ) الأمم الماضية ( من قبلكم أولوا بقية ) أصحاب دين وفضل ( ينهون عن الفساد في الأرض ) المراد به النفي أي ما كان فيهم ذلك ( إلا ) لكن ( قليلا ممن أنجينا منهم ) نهوا فنجوا ومن للبيان ( واتبع الذين ظلموا ) بالفساد وترك النهي ( ما أترفوا ) نعموا ( فيه وكانوا مجرمين )

117. ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم ) منه لها ( وأهلها مصلحون ) مؤمنون

118. ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) أهل دين واحد ( ولا يزالون مختلفين ) في الدين

119. ( إلا من رحم ربك ) أراد لهم الخير فلا يختلفون فيه ( ولذلك خلقهم ) أي أهل الاختلاف له وأهل الرحمة لها ( وتمت كلمة ربك ) وهي ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )

120. ( وكلاً ) نُصِب بنقصُّ وتنوينه عوض عن المضاف إليه أي كل ما يحتاج إليه ( نقص عليك من أنباء الرسل ما ) بدل من كلا ( نثبت ) نطمن ( به فؤادك ) قلبك ( وجاءك في هذه ) الأنباء أو الآيات ( الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) خصوا بالذكر لانتفاعهم بها في الإيمان بخلاف الكفار

121. ( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم ) حالتكم ( إنا عاملون ) على حالتنا تهديد لهم

122. ( وانتظروا ) عاقبة أمركم ( إنا منتظرون ) ذلك

123. ( ولله غيب السماوات والأرض ) أي علم ما غاب فيهما ( وإليه يرجع ) بالبناء للفاعل يعود ، وللمفعول يرد ( الأمر كله ) فينتقم ممن عصى ( فاعبده ) وحده ( وتوكل عليه ) ثق به فإنه كافيك ( وما ربك بغافل عما تعملون ) وإنما يؤخرهم لوقتهم ، وفي قراءة بالفوقانية

 

أعلى